Sunday, August 19, 2007

قصة إعدام سعيد بن جبير

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
قرات مؤخراً قصة إعدام سعيد بن جبير على يد الطاغية الحجاج بن يوسف الثقفي وأود أن أشارككم فيها عسى الله ان يقوي إيماننا بها
روي المؤرخون أن سعيد بن جبير كان ينهي الحجاج عن الظلم والبطش، كان ينصح الناس بمخالفته وبالوقوف في وجهه، وضاق الحجاج ذرعا بتصرفات سعيد رضي الله عنه فاستدعاه ودارت بينهما مناقشة طويلة تدل علي قوة إيمان سعيد، وصدق يقينه، وثبات جنانه وشجاعته في الحق
.قال الحجاج لسعيد: مااسمك؟
قال: سعيد بن جبير
الحجاج: أنت الشقي بن كسير؟
سعيد: أبي كان أعلم باسمي منك
الحجاج: شقيت وشقي أبوك
سعيد: الغيب يعلمه الله.
الحجاج: لأبدلنك بالدنيا نارا تلظي
سعيد: لوعلمت أنك كذلك لاتخذتك إلها.
الحجاج: مارأيك في علي بن أبي طالب أهو في الجنة أو في النار؟
سعيد: لو دخلتها وعلمت من فيها لعرفت أهلها ولكني مازلت في دار الفناء.
الحجاج: مارأيك في الخلفاء؟
سعيد: لست عليهم بوكيل
الحجاج: أيهما أحب إليك؟
سعيد: أرضاهم لخالقي
الحجاج: فأيهم أرضاهم لله؟
سعيد: علم ذلك عند من يعلم سرهم ونجواهم
الحجاج: لماذا لا تضحك كما نضحك؟
سعيد: وكيف يضحك مخلوق خلق من الطين، والطين تأكله النار
الحجاج: ولكنا نحن نضحك
سعيد: لأن القلوب لم تستو بعد
الحجاج: اختر لنفسك قتلة أقتلك بها؟
سعيد: أختر أنت ياحجاج.. فو الله لاتقتلني قتلة إلا قتلك الله مثلها في الآخرة.
الحجاج: أتحب أن أعفو عنك؟
سعيد: ان كان العفو فمن الله
الحجاج: لجنده: اذهبوا به فاقتلوه
!سعيد يضحك وهويتأهب للخروج مع جند الحجاج
.الحجاج: لماذا تضحك؟
سعيد: لأني عجبت من جرأتك علي الله ومن حلم الله عليك.
الحجاج: اقتلوه.. اقتلوه
سعيد: إني وجهت وجهي للذي فطر السموات والأرض حنيفا وما أنا من المشركين.
الحجاج: وجهوا وجهه إلي غير القبلة
سعيد: فأينما تولوا فثم وجه الله.
الحجاج: كبوه علي وجهه
سعيد: 'منها خلقناكم وفيها نعيدكم ومنها نخرجكم تارة أخري
'الحجاج: اذبحوه!
!سعيد: أما أني أشهد أن لاإله إلا الله، وأن محمدا عبده ورسوله.
ثم رفع رأسه إلي السماء وقال:خذها مني ياعدو الله حتي نتلاقي يوم الحساب: 'اللهم اقصم أجله، ولا تسلطه علي أحد يقتله من بعدي'
وصعدت دعوة سعيد إلي السماء، فلقيت قبولا واستجابة من الله والواحد القهار.فلقد أصيب الحجاج بعد قتله لسعيد بن جبير بمرض عضال أفقده عقله، وصار كالذي يتخبطه الشيطان من المس، وكان كلما أفاق من مرضه قال بذعر: مالي ولسعيد بن جبيروبعد فترة قصيرة من قتل سعيد بن جبير مات الحجاج الثقفي شر موته، وتحققت دعوة سعيد فيه، فلم يسلطه الله علي أحد يقتله من بعده.وصدق رسول الله صلي الله عليه وسلم إذ يقول: "ثلاثة لاترد دعوتهم: الصائم حتي يفطر، والإمام العادل، ودعوة المظلوم يرفعها الله فوق الغمام، ويفتح لها أبواب السماء ويقول الرب:وعزتي وجلالي لأنصرنك ولو بعد" حين رواه الترمذي

7 comments:

المهـ إلي الله ـاجر said...

سبحان الله

قرأتها من قبل وعندما قرأته علمت قيمة العلماء عند الله

جزاك الله خيرا يا امة الله ووفقك

الباحث عن الحقيقة said...

قيل : ألتقى الحجاج واعوانه بسعيد بن جبير فى المسجد فقال له سعيد بن جبير
اشهد انك رجل قاسط عادل
ففرح اعوان الحجاج فها هو سعيد يمدح الحجاج بن يوسف فياله من انتصار
فنظر إليهم الحجاج غاضبا وقال لهم اتفرحون وقد شتمنى
قالوا : كيف شتمك انما هو يمدحك
قال الحجاج وقد كان بليغا اريبا وداهيه
يقول تعالى : واما القاسطون فكانوا لجهنم حطبا
يقول تعالى : والذين كفروا بربهم يعدلون

اى يميلون عن الحق

نعم فسعيد لم يكن يمدحه حين قال عنه قاسط عادل , وقد فهمها الحجاج وهذه القصة تروى فى دهاء الحجاج وحنكته وبلاغته

شكرا امة الله على سردك هذه الواقعه
حتى يتعلم منها الرجال كيف يكونوا رجالا
وتتعلم الاخوات كيف يكون الثبات

AmatoALLAH said...

أخي المهاجر إلى الله
شكراً على تعليقك .. نفعنا الله وإياك بكل ماقرأت

AmatoALLAH said...

أخي الباحث عن الحقيقة
شكراً على تشريفك لمدونتي أعزك الله وشكراً على القصة حيث اني لم أكن قرأتها من قبل جزاك الله خيراً

عصفور المدينة said...

ليت الظالمين يقرؤون
مالي ولسعيد بن جبير

محمد عبد الرحمن said...

السلام عليكم
الأخت الفاضلة أمة الله
شكرا لك على هذه القصة المعبرة والتى لا زالت تتكرر على مر الزمن مع تبدل الأسماء فكم من حجاج فى تاريخ الأمة حسبوا أنهم بمنجاة من الله فطغوا وتجبروا حتى قصمهم الله تعالى وكم من مظلوم قتلته أيى الطغيان وخلد أسمه يذكر بمواقف الرجال
جزاك اله خيرا

AmatoALLAH said...

أخي طال الليل .. شرفت بمرورك بمدونتي وشكراً على تعليقك القيم جداً سدد الله خطاك ووفقك